روى رجل من دولة الإمارات قصة عجيبة عن رجل مغترب من السعودية يعمل في الإمارات فيقول قدم عندنا أخ من السعودية ضيفاً وأقام في حينا وكان الرجل ذا خلق حسن ودين وقد استقر وزوجته في حينا لأن مكان عمله كان قريباً من الحي وكان مثالاً للخلق والتدين وقد أحببناه بشدة وكنا نحب الجلوس معه لحديثه الجميل وأخلاقه الرفيعة وبحكم وظيفته كان يستوجب على الأخ السعودي أن يغيب عن بيته بعض الأيام ضرورة عمل
فكانت مشاغله في الوظيفة ورحلات العملات
تغيبه عن بيته بالأيام أحياناً
ولكنا كنا نصدم بما نراه بعد خروج الرجل في رحلة عمل
يقول الراوي : كنا نرى زوجة الرجل تخرج من البيت عند غيابه
في أوقات حساسة وتركب في سيارة تنتظرها قرب البناية
ثم تذهب لفترة وتعيدها السيارة إلى باب البناية وتغادر المكان
ويحصل هذا الأمر في أغلب الأيام التي يتغيب فيها الرجل عن البيت
يقول : ظننا في البداية أن لهذه الزوجة اخوة أو أقارب يقطنون في الإمارات
وهم من يأخذها بغياب أهلها لألا تشعر بالوحدة
يتابع قصته فيقول وعندما عاد صديقي السعودي
قررت أن أفاتحه في الأمر واسأله هل لزوجته أقارب في الإمارات
وكانت إجابته بالنفي
عندها صدمت من شدة الدهشة
وقررت أن أخفي الحقيقة عنه
لعل زوجته تتوب عن فعلها دون الحاجة لأن أخبره لهول الصدمة عليه
يقول ثم تغيب هذا الرجل بعض أيام في رحلة عمل
وتكرر نفس السيناريو الذي نراه
يقول فقررت أن أفاتحه بالأمر وأخبره بالحقيقة عندما يعود
فهو يستحق زوجة أفضل من هذه الزوجة
ولا أريد أن يخدع صديقي بهذه الطريقة
وعندما عاد من رحلة عمله فاتحته بالأمر
وأخبرته أن زوجته تستغل غيابه عن البيت
لتخرج مع رجال يأتون بسيارتهم ويأخذونها بالساعات في غيابه
يتابع وقلت له : لا تتهور طلقها ويشرفنا أن تناسبنا
أنت تستحق من هي أفضل منها
يقول : أبدى صديقي غضبه وشكرني على صراحتي وانسحب
ثم ذهب لمنزله وتظاهر لزوجته أنه سيذهب في رحلة عمل
وحزم حقائبه وخرج من البيت
وطلب مني أن أرتقب معه وصول أي سيارة مشبوهة تأخذ زوجته من البناية
وطلب مني كذلك أن أحضر كل من شهد على هذا الأمر
فأحضرت بعض الأشخاص الذين كانوا يهمسون أنهم مشفقين على صديقي وما يحدث بغيابه
يقول ارتقبنا جميعاً وصول تلك السيارة وكنا نجلس في مكان لا يلحظ ذلك الشخص أن نراقبه فيه
وبالفعل وصلت السيارة فأسرع صديقي السعودي للمرأة التي تريد الركوب بها
وكشف عن وجهها فإذا بالصدمة
إنها الخادمة التي تعمل في منزله !!
وهي التي تستغل غيابه في مواعدة الرجال وإقامة علاقات حب
فسألناه لم كشفت وجهها أمامنا وليس في المنزل
فأجاب أنا أثق بزوجتي ثقة عمياء
ولكني أردت أن أثبت لكم أنكم أسأتم الظن وأن هذه ليست زوجتي
نوهنا كثيراً إلى إحسان الظن بالمسلمين
وعدم الحكم على الناس بما نراه فقد يكون المنظور الآخر للشيء أكثر نقاء مما نظن ونحسب
وفي القصة التي رويناها نعتقد أن الذي يحكم قبل نهايتها يدرك أن الزوجة مذنبة
كما حكم أولئك الأشخاص ولكن حقيقة الأمر كانت مفاجئة ولا يتوقعها أحد
لذلك ليس مطلوباً منا أن نحاسب الناس ونحكم عليهم كما نرى ونفهم أفعالهم
فلو علمنا حقيقة الأشياء لما أكثرنا الكلام فيما لا نفهمه
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ