لم يكن الأب يعتقد ان جهله وأميته سيوصلاه لما وصل إليه، من تضييع لأسرته بكاملها، وأن يفقد الزوجة ويشرد أبناءه ويجد نفسه في السجن. تلك قصة غريبة لأسرة من منطقة بني صالح ضواحي تطوان. حيث لقيت الأم مصرعها نتيجة الجهل والأمية، بعد أن استجلب الأب فقيها يدعي إخراج الجن وإشفاء المس، فما كان منه إلا أن تسبب في مقتل الأم، بفعل شعودته تلك، تاركة خلفها أبناءها الثمانية، والحزن والأسى في كل مكان.
الدوار لازال يعيش على هول الكارثة، والأسرة تكاد تجن لما حدث ولن تستطيع نسيان المأساة، فالأم التي كانت تعيل أبناءها قيل أنها أصيبت مؤخرا ببعض الإضطرابات النفسية، فأشير على الأب بأن يأخذها لأحد الفقهاء لاستخراج الجن من جسدها. وأمام كثرة الضغوط والمشورات لم يجد من بد سوى أن يحضر أحد الجهلة، الذي يدعي قدرته على إخراج الجن وعلاج المرض النفسي بالمنطقة.
الدوار لازال يعيش على هول الكارثة، والأسرة تكاد تجن لما حدث ولن تستطيع نسيان المأساة، فالأم التي كانت تعيل أبناءها قيل أنها أصيبت مؤخرا ببعض الإضطرابات النفسية، فأشير على الأب بأن يأخذها لأحد الفقهاء لاستخراج الجن من جسدها. وأمام كثرة الضغوط والمشورات لم يجد من بد سوى أن يحضر أحد الجهلة، الذي يدعي قدرته على إخراج الجن وعلاج المرض النفسي بالمنطقة.
بعنف كبير جدا كان يتصرف الفقيه، تماما كما لو ان السيدة التي يعالجها هي جن ماكر وكافر، وليس إنسان يحس ويشعر، بحيث كان يقوم بضربها بطريقة عنيفة جدا، وهو يصيح “هيا اخرج أيها اللعين.. ابتعد عنها.. إنني سأخرجك حتى لو تمردت علي أنا الفقيه فلان، لن تستطيع ان تهرب مني”، كلماته تلك ترافقها ضربات في مختلف أنحاء جسم السيدة النحيف، تاركا عليه علامات زرقاء وحمراء، قبل أن يغادر ويتركها في حالة يرثى لها غير قادرة على الحراك.
استمرت المعاناة تقريبا كل يوم بشكل متشابه، قبل أن يبدأ الجزء الآخر من العلاج باستعمال مياه البحر، بحيث كان يرغم الهالكة على شرب أكثر من خمس لترات يوميا من مياه البحر المالحة، ويملأ بطنها بها، قبل أن يبدأ في ضرب بطنها بقوة وهو يصرخ ويرتل تعاويذه الغريبة والتي لا معنى لها وفق رواية بعض المقربين. الطريقة التي كان يضربها بها على بطنها وأحيانا برجليه، لم تكن لتخرج الجن حتى لو وجد داخلها، بل كانت قادرة على أن تفجر أمعاءها وباقي أعضائها الداخلية، فيما لم يكن يأبه وكان يتصرف بكبرياء كمن يقوم بفعل لا يقدر عليه أحد.
وقالت بعض المصادر المقربة من الأسرة، أن السيدة استحملت في الحقيقة الكثير، قبل أن تلفظ أنفاسها بعد أيام من بداية هذا العلاج الغريب، وأن الفقيه كان يصعد فوق بطنها وهي ممتلئة بالمياه المالحة، وأن ذلك كان السبب المباشر في الوفاة، تاركة خلفها أسرتها المتكونة من الزوج وثمانية أبناء وبنات، اكبرهن شابة في 16 من العمر وأصغرهم لا يتجاوز السنتين. وقد حاول الفقيه أن يغطي على جريمته، مدعيا أن الجن هو من قتلها وأنه بعد انتصاره عليه قام بقتلها حتى لا يترك جسدها.
لم تنطل تلك الحيل على بعض الجيران والأهل، الذين سارعوا باستدعاء الدرك، الذين فتحوا تحقيقا في الموضوع، فتم اعتقال الفقيه ومعه الزوج، لكونه مشارك ومتواطئ معه، حتى وإن لم تكن لديه نية قتل زوجته، لكن جهله هو الذي جعله يشارك في هاته الجريمة، التي قام بها الفقيه الذي يدعي إخراج الجن من داخل الإنسان، في حين انه أخرج روح السيدة وترك أبناءها أيتاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق